سلوى جميل.. أم عصيّة على الغياب

في المركز الثقافي في أبو رمّانة وضمن فعاليّة أماسي نظّم تكريم أسرة عمل مسلسل “روزنا” احتفالاً بنجاحه بحضور كاتب النص “جورج عربجي” والمخرج “عارف الطّويل” ونجوم العمل الّذي تغيّب بعضهم ومن بينهم  القدير “بسّام كوسا” “نادين تحسين بك” “ميلاد يوسف” علماً أنهم شخصيّات رئيسيّة في العمل.

ووسط زحمة الأسئلة الّتي طرحها الإعلامي “ملهم الصّالح” للمخرج والكاتب ونجوم العمل، والأخطاء التّقنية كالإضاءة غير المنظّمة، والصّوت المتقطّع، ونزول النجوم واحد تلو الآخر إلى الطّابق السّفلي لإجراء حوارات مع الصحافة، ارتأى فريق ETSyria  أن يجري حواراً سريعاً مع الصّوت الدّافئ، والطّلة الحلبيّة الأرستقراطيّة “سلوى  جميل”.

نجمة، تشعر بدفئها في المكان الّذي تتواجد به، حس النّكتة العالي، طيبة أهل حلب وعنفوانهم، احتفاؤها بالجميع، واستدارتها وسط الحفل فقط لإلقاء السلام على الفنانة “فيلدا سمّور” الّتي ربما قد اشتاقتها كثيراً.      


  • بدايّةً مدام سلوى رؤيتك تجلب البهجة، ونحن سعداء بعودتك إلى الدراما مع عودة حلب.
  • شكراً لك.. أنا ابنة حلب، ابنة الشهباء، وأنا عدتُ بعودتها وهي باقية بكل شبابها وصباياها، وتجارها، وصنّاعها، وفنانيها.

  •  الجميع سعيد بعودتك، إنما سؤالي هو لمَ كل هذا الغياب؟ وبمعنى آخر لماذا عودتك مقترنة بحلب والدراما الحلبيّة؟ فسلوى جميل بكل موهبتها وصوتها الجميل لم نشاهدها في دراما اللّهجة المحكيّة المتعارف عليها ؟ هل هو خَيارك؟ أم خيار المنتجين كالمعتاد؟
  • القصة ليست خياراً، أنا من حلب والمشكلة الأساسية الّتي يخلقها بعض المنتجين، وأحياناً بعض المخرجين بحجّة اللهجة، فأنا ممثلة ممكن أن أتحدث معك بالتونسي، اللّبناني، أو أي لهجة أخرى، والخطأ هو حصر اللّهجة الحلبيّة في حلب ونجوم حلب، أو اللهجة السّوريّة أو الشّامية بنجوم الشّام، هذا الموضوع ضروري جدّا للفهم.

  • بماذا تطالبين المنتجين والمخرجين لتتواجدي في الأعمال الأُخرى؟ فعلى سبيل المثال كنت متواجدة في مسلسل عصيّ الدمع مع المخرج ” حاتم علي” وكان لك محطّات غنائية جميلة، ورغم أن الظهور قليل إنّما ظلّ في بالي أنا كمتلقّي حتى الآن.
  • عودتي من خلال روزنا هي الخطوة الأولى، وعدتُ ووافقت على الدّور بشكل مباشر دون تفكير لأن همي الأول هو الرسالة منه لكل أم عانت وتحمّلت آلام الحرب، كل أم سورية وليست حلبية فقط! رسالة كبيرة أردت حملها بأمانة وإيصالها إلى كل أم على اختلاف اللّهجات، والقادم أجمل.

  • هل تعتبرين روزنا أنصف سلوى جميل؟ علماً أن ترتيب اسمك في الشّارة لم يكن منصفاً!، فأنت أحد أعصاب المسلسل الأساسية وبصوتك بدأ أول مشاهده، زوجة “وفا” محور العمل، وهناك وجوه جديدة سبقت اسمك فما هو تعليقك على الأمر؟
  • هذا الموضوع حسّاس جدّاً على فكرة، لكنني شخصيّا لم يُشكل لديّ شيئاً لا بالمسرح ولا التلفزيون أو السينما ولم يهمّني أبداً ولم أتكلّم به مع أحد لا مخرج ولا منتج ولا مدير إنتاج، ما يهمني “أنت”، فأنت لم تطرح السؤال إلا من خلال محبّتك لي، ورؤيتك لي كحيّز كبير من العمل، فمن خلالك ومن خلال النّاس يصلني حقّي، ثمّ أنّه ليس لديّ فكرة حول مَن القائم على هذا الأمر؟! وأُحب الجميع محبّة كبيرة.

  • هناك نجوم لا يهمهم الأضواء، لكن هل المنتج أو المخرج يفضّله أيضاً؟ أليس من الممكن أنّهما يتراخيان في الأمر لمجرد معرفتهم بعدم اهتمامك لترتيب الاسم؟ وبالتّالي يُظلم من هم أمثالك؟
  • صدّقني، منذ الحلقة الأولى اتّصل بي العديد من المعارف يسألون: “مدام سلوى ليش هيك!” أي عن موضوع الاسم، فهذه المحبّة تكفيني، وأيّاً كان المسؤول عن هذا الأمر فمن المؤكّد أن النّاس كَشَفَت الأمور، وليس هناك أي داعي للكلام بها، فأنا كما أخبرتك “أخذت حقّي”.
  • أشكركِ على هذا الحوار السّريع، و ETSyria سعيد بحضرتك
  • أتشرّف بكم

إذا غنّت تجعل الروح تحلّق مع أنغامها عالياً، وتنبش تفاصيل في الذاكرة تعود بنا إلى حانة الزير سالم وفخامة عصي الدمع الذي غنت به لأم كلثوم فكانت محطات لا يمكن التفريط بها حتى عن عمد.

عادت سلوى مع روزنا لتطل عبر الشاشة من جديد، ليبدأ العمل بصوتها ولتكن وجهاً حلبيّاً مرآة للطبقة الراقية الّتي طحنتها الحرب.

سلوى جميل صوت عائد مع عودة حلب.