المستحيل ليس في عالم الكرة القدم.. مونديال الأهداف القاتلة بالأنفاس الأخيرة

 

 

 

 

بقلم: عبيدة فخر الدين

مشرف التحرير ETSPORTS


مونديال الثواني والدقائق الأخيرة، لعل هذه هي السمة الأبرز للعرس الكروي الأكبر في عالم الساحرة المستديرة المقام في روسيا، حيث شهدت الدقائق الأخيرة حبس أنفاس وتوتر بشكل غير عادي، فمن جهة تسببت بأمراض مزمنة للبعض كالضغط والسكري والجلطات، والبعض الأخر سببت له فرحة هيسترية وجنون وجعلته يفقد صوابه من الفرحة، إذ تشير الإحصائيات إلى حد الآن إلى تسجيل 12 هدف بعد الدقيقة 90 منذ انطلاقة المونديال.


لعنة الدقائق الأخيرة على المنتخبات العربية

بدأت هذه اللعنة بالظهور مبكراً في هذا المونديال منذ خسارة السعودية التي تلقت هدفين بعد الدقيقة 90، إلا أنهم لم يؤثرا على النتيجة التي كانت تشير إلى تفوق الروس أصحاب الأرض بثلاثة أهداف، أما في مباراة مصر والأوروغواي الوضع كان مغاير تماماً، الفريقان متعادلان سلبياً إلى أن جاءت الدقيقة 8 ونجح خيمينز بقتل المصريين بدم بارد بعد ترجمته لكرة عرضية إلى هدف قاتل.

ولم يشفع للمنتخب المغربي أدائه الجيد أمام إيران، فبعد أن سلم الإيرانيين الأمور إلى التعادل قلب اللاعب المغربي عزيز بوحدوز الطاولة على فريقه بتسجيله في مرماه بالخطأ قبل النهاية بثواني وذلك في الدقيقة 95، ليهدي المنتخب الإيراني فوزا ثميناً. ويبدو أن المنتخب التونسي أحب أن يشارك العرب أحزانهم وظروفهم ويعيش حالتهم القاسية. فكان له ما أراد، حين فشل بالحفاظ على التعادل أمام إنجلترا، ولتنتهي المباراة بفوز إنكلترا بهدفين مقابل هدف بفضل نجم توتنهام هاري كين.


رونالدو يفاجئ الإسبان بهدف قاتل بالوقت القاتل

بواحدة من أفضل مباريات المونديال لحد الآن بين إسبانيا والبرتغال، وبعد أن نجح الإسبان بقلب تأخرهم بالنتيجة إلى 3-2، بفضل هدفي دييغو كوستا وناتشو، توقعوا أنهم أنهوا المهمة بنجاح. لكن البرتغال التي تملك رونالدو أبت أن تستسلم، حيث ترجم الدون حرة مباشرة بالدقيقة 88 إلى هدف قتل فيه الإسبان وبرهن للجميع أنه قادر على قيادة فريقه، فكان صاحب أول هاتريك بالبطولة.


كرواتيا تعمق جراح الأرجنتين بهدف راكي في الدقيقة 91

دخل منتخب الأرجنتين مباراة كرواتيا باحثاً عن فوز يرد له بعضاً من كرامته التي أَهدرت على يد إيسلندا العنيد الذي فرض على التانغو التعادل، بالمباراة التي شهدت إضاعة ميسي لركلة جزاء. إلا أن رفاق مودريتش كان لهم رأي مغاير، لأنهم استغلوا التشتت الذهني للاعبي الأرجنتين وتفوقوا عليهم بتسجيلهم ثلاثة أهداف قاضية، تناوب عليها رابيتش الذي استغل خطأ فادج من الحارس كاباييرو، ثم ضاعف النتيجة الأمير مودريتش بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، وعمّق نجم برشلونة راكيتيتش جراح التانغو بهدف بالدقيقة 91، البرازيل تسترد هيبتها بفوز بالوقت بدل الضائع.

استطاع نجم برشلونة كوتينيو كسر صمود الدفاع الكوستاريكي ومن خلفه الحارس الكبير كيلور نافاس، بتسجيله هدفاً بالدقيقة 91، جاعلاً جماهير السيلسياو تتنفس الصعداء، ثم أضاف نيمار الهدف الثاني بالدقيقة 95، لتحقق البرازيل ثلاث نقاط غالية بالوقت المحتسب بدل ضائع.


شاكيري ينتقم من صريبا على طريقته

انتقم نجم منتخب سويسرا ذو الأصول الألبانية شاكيري من صريبا التي شردت عائلته على طريقته، بتسجيله هدف الفوز لمنتخبه بالثواني الأخيرة من عمر المباراة، مقدماً بذلك ثلاث نقاط مهمة لفريقه تجعل حظوظ تأهله إلى الدور الثاني أكبر.


الألمان يتنفسون الصعداء بهدف كروس الدراماتيكي

تلقى أبطال العالم النسخة الماضية، ضربة موجعة أمام منتخب المكسيك، الذي نجح بخطف ثلاث نقاط من المانشافت، وهز عرش الماكينات أبرز المرشحين للفوز باللقب. وفي المباراة الحاسمة للألمان أمام السويد دخل الألمان وعينهم فقط على الفوز ولا شيء سواه، إلا أن السويد أربكت المنتخب الألماني بهدف بالشوط الأول بواسطة تيوفونين. وكان هذا الهف بمثابة محفز للألمان للدخول بكل طاقتهم في الشوط الثاني وكان لهم ما أرادوا، حيث نجح المتألق رويس بالتسجيل مبكراً في الدقيقة 47. ورغم التفوق الألماني إلا أن طرد المدافع بواتينغ نزل كالصاعقة على عشاق المانشافت، ولكن الألمان يمرضون ولا يموتون. فبعد أن ظن الجميع أن الألمان يستعدون لضب حقائبهم والتوجه لبرلين، إلا أن كروس كان له كلمة أخرى، فقبل صافرة الحكم بثواني والتي كانت ستقتل أحلام الألمان سجل كروس هدفاً تاريخياً معيداً الآمال إلى عشاق الماكينات للمنافسة والذهاب بعيداً بالبطولة، وهذا الهدف دخل التاريخ بكونه هدف الفوز الأكثر تأخراً في الوقت الأصلي والإضافي (94:41) محطماً رقم توتي ضد أستراليا في 2006 (94:26)


وبهذا تكون كرة القدم قد قدمت درساً أن المستحيل كلمة الضعفاء وكل شيء ممكن طالما أن الحكم لم يطلق صافرته، والمستحيل ليس موجوداً في كرة القدم.