ولاء عزّام.. قلبّت الأحداث في «الهيبة»


 

 

 

 

بقلم: حسين روماني


سجّلت الممثلة ولاء العزّام اسمها على أهم صفحات الدراما المحلية والمشتركة، بعمر الورد مشت خطواتها متأنية الاختيار، حتى نجحت بالنوعية بعيداً عن الكمّ، فكانت بطلة بين أبطال في هذا الموسم.

اتخذت صاحبة شخصية «مروة» طريقاً واضحاً بين مفترق طرق «الهيبة» التي كتبها باسم السلكا وأخرجها سامر البرقاوي وأنتجتها شركة الصبّاح، تلك الفتاة التي جبرتها الحياة على دفع ثمن أخطاء لم ترتكبها، وبين الخوف والحب والتوق إلى الحرية مزجت ولاء ألوان دورها بلوحة أخذت من عين المشاهد مكان الاهتمام والترقب، حتى غيّرت من مسار الحكاية، وعن ذلك الدور قالت لنا ولاء: “عندما عرض المخرج سامر البرقاوي الدور أحببته حال قراءته، لامستني الحالة الإنسانية التي طرحها عن ظرف «مروة» ووالدتها (تولين البكري) التي تنتحر بعدما رأت ابنتها تُغتَصَب بوحشية من قِبَلِ أشخاص أرادوها «عاهرة» بمكان لايشبهها وجبرتها عليه الحياة”، وتابعت: “التحول الذي واجه الشخصية، حالة الحب التي تعيشها ضمن تلك الظروف وهذا المكان، قرارها الدفاع عن نفسها، وذهابها بذلك حد التورط بقتل إنسان أرادها كما لم تُرِد، كل تلك التفاصيل كانت المحور الأهم في عملي على تأدية الدور، لم تعنيني المساحة الموجودة له بقدر صعوبة وحجم الدور وأهميته التي لامست قلوب الناس وآمل أن أكون قد استطعت أن أصل لذلك”.

لم تغتر خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2013 بالنجومية يوماً بقدر شغفها لملامسة عقل وقلب المشاهد، تبحث دائماً عن أدوار تقدمها بالشكل الصحيح إلى الناس، وبعيداً عن مرحلة الانتشار التي تخطتها، رفضت مرات عدة أي دور لايحرك إحساسها بأنها ستترك علامة فارقة من خلاله، تجربة «الهيبة» مع المخرج البرقاوي أضافت لها الكثير، وعنها قالت: “وقوفي أمام كاميرا المخرج سامر البرقاوي وحتى أمام المخرج الشاب باسم السلكا أضاف إلى مسيرتي المهنية وخبرتي الكثير، حالة من التفاؤل شعرت بها بمخرجين وكتاب وممثلين وفنيين سوريين قادرين وحريصين كل الحرص على إبقاء الدراما  بصورتها وألقها أمام العالم، بالرغم من كل المحاولات لإلغاء هويتها”.

بطلة «الغريب»  توجهت نهاية حديثنا معها بالتحية إلى كل الأساتذة العاملين بمجال الإخراج والكتابة والتمثيل، الذين عملت معهم وتعلمت منهم قبل تخرجها من المعهد وخلال مسيرتها المهنية، التي تنقلت بها في السنوات الماضية بين الشاشة الصغيرة، المسرح، والسينما، وبين «روضة»، «قمر»، و«مروة» وغيرها من الشخصيات، استمتعت ولاء عزّام بمهنتها، وأمتعت المتلقي بأدائها، متخذةً لنفسها مكاناً يليق بموهبة صُقِلَت بقواعد أكاديمية،و تشرّبت الفن على يد كِبارِه.