“شبابيك” النافذة لدراما زمان

في موسم رمضاني صاخب، أعمال عن العنف تارة، عن الجنس تارة أخرى، السلاح، القتل بحجة الرقص، القتل من أجل المال، الخيانة، الهجرة، الضرب والعنف الأسري، يأتيك عمل من ثلاثين حلقة منفصلة عن بعضها البعض، أبطالها نجوم لطالما شكلوا لنا حالة من الدهشة عبر أعمالهم، ومخرج متميز اشتقنا إليه في اعمال اجتماعية لا يكون الترفيه فيها الهدف الوحيد فيخطفنا مع فريق العمل لنشاهد ما يحدث مع الكثير من “عماد بدر” و”رهف السعيد” خلف ثلاثين شبّاك.


“شبابيك” لمّة سورية مُفتقدة، وبعض من الجيران

بات من المعروف أن تواجد عمل سوري يجمع نجوم الدراما السورية ليس بالأمر السهل، تحديدا وأن الدراما المشتركة فرّقت العديد منهم، وربما شوق مخرج “الهيبة” و”نص يوم” و”تشيللو” و”لو” إلى هذه الحالة وهذه اللّمة السورية جعله يجمع أهم النجوم في هذا العمل، فماذا يعني أن يلتقي كل من بسام كوسا وكاريس بشار وسلافة معمار في حلقة واحدة سوى أنها لوحة إبداعية متكاملة؟؟ أو أن تكون القديرة سمر سامي بطلة لحلقتين وتدهش الجمهور في حلقة “الكاتبة” دون أن تنطق بكلمة واحدة؟؟

وجود ديمة قندلفت، عبد المنعم عمايري، أحمد الأحمد، محمود نصر، ميلاد يوسف نسرين طافش، ميسون أبو أسعد، محمد حداقي، صفاء سلطان، ما كان إلا عبثاً بمذكرات المشاهد وأرشيفه عن أجمل أيام الدراما التي تضمنت هؤلاء النجوم فخلق حالة من النوستالجي لديه.

تضمّن العمل أيضا ثلاث حلقات من بطولة ممثلين لبنانيين وهم “محطة رقود” “موعد شائك” فكانت بطولتهم مبرّرة بالتناسب مع السياق الدرامي للقصة، إلا أن الحلقة الثالثة “حلم خاتم ذهب” لم تكن بحاجة تماما إلى بطولة لبنانية، فهل غدا وجود الجيران والمشاركة الغير سورية ضروري لأي عمل سوري كجواز سفر للمحطّات؟ وهل ثلاث حلقات تستدعي كتابة “بطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية والعربية” في مقدمة المسلسل في حين جرى تكريم عمل آخر لنفس المخرج  في لبنان على أنه أفضل عمل “لبناني مشترك”؟؟ علماً أنه جرى تأجيل عرض شبابيك لسنة كاملة واقتصر على قناة مشفرة.

 

لا ننسى أن نتطرق لظهور المخرج المنفذ باسم عيسى في العديد من الحلقات، ومساعد المخرج أكثم حمادة ببطولة “صيد ثمين” إلى جانب النجمة ميسون أبو أسعد.


“شبابيك” ملعب للنجوم الشباب

رغم  تعدّد نجوم العمل، لم ينس البرقاوي نصيب الوجوه الجديدة منه، فهو كما عوّدنا منذ أعماله الأولى على تقديم الوجوه الشبابية في أعماله، قام أيضا من خلال شبابيك بذلك فكان كل من: نانسي خوري، كنان حميدان، جفرا يونس، لوريس قزق، ريم نصر الدين، أبطال وبطلات وضيوف ضمن حلقات العمل، وقاموا بتقديم أداء رائع خلالها، إضافة إلى الفنان أيمن عبد السلام الذي كان أحد الشخصيات الرئيسية في “تشيللو” عام 2015، وروزينا لادقاني التي كانت وما زالت إحدى بطلات “الهيبة” بجزأيه.


“شبابيك” تكاليف إنتاجية قليلة، وجودة كبيرة

مجموعة من البيوت، مجموعة من المطاعم، ومجموعة من الثياب، ومشاهد داخلية أكثر من الخارجية، ومشاركات شبابية في كتابة الحلقات ولعل كل الذي ذكر أسباب لكي تكون التكلفة الإنتاجية ليست بكبيرة ولربما أمر مغري بالنسبة لشركة “سما الفن” للإنتاج حيث أصبح هاجس المنتج السوري وخوفه من عدم بيع العمل يتناسب طردا مع ما يخصصه من ميزانية لأجله، فهل كان شبابيك بطاقة رابحة ومجدية مادّياً في كل الأحوال؟؟


أخيراً، مسلسل شبابيك يجعلك تستحضر طيف الدراما سابقا، ويحمل في تفاصيله روحها منذ تسع سنوات مثلا. بساطة في الطرح، تكثيف في المشاهد دون إطالة لا هدف لها، مواضيع اجتماعية وقضايا واقعة في كل بيت عربي تقريبا. عماد ورهف هما كل سيد وسيدة قابلناهما في الحياة عن قرب، أو حتى مرّا من جانبنا دون أن نعلم. الكثير من رهف في هذا المجتمع، والكثير من عماد، فهل استطاع فريق العمل إيجاد حلول للفوضى الاجتماعية المسيطرة على العلاقات الأسرية؟؟