لماذا لا يلعب الزهر مع العرب في المونديال؟

 

 

 

بقلم: عبيدة فخر الدين

مشرف تحرير ETSPORTS


ما أن بدأ كأس العالم حتى استنفرت الجماهير العربية لدعم المنتخبات الأربعة المشاركة في المونديال، مصر والسعودية والمغرب وتونس، متأملين خيراً أن تفعل إحدى هذه المنتخبات المعجزة وتصل إلى مرحلة متقدمة بهذا الكرنفال الكروي الأكبر، ولكن ماذا حدث؟ خمس خسارات متتالية لممثلي العرب، وأغلبها بنهايات دراماتيكية وبأوقات قاتلة.

بدأت أولى النكبات العربية في المباراة الافتتاحية بين البلد المضيف روسيا والمنتخب السعودي، الذي بدا لا حول له ولا قوة أمام الدب الروسي، واستقبلت شباكه خمسة أهداف كانت بمثابة صفعة قوية للأخضر، أما الفراعنة فرغم أنهم قدموا مباراة دفاعية جيدة نسبياً إلا أنهم تلقوا هزيمة قاسية من الأورجواي بهدف قاتل عن طريق خيمينز بالدقيقة 89.

المغرب والذي يجتمع المحللين أنه أكثر المنتخبات العربية تنظيماً، لم يفلح من هز الشباك الإيرانية، بل تلقوا ضربة موجعة بنيران صديقة بالدقيقة 95، بهدف عن طريق الخطأ بواسطة عزيز بوهدوز، ليكون هذا الهدف بمثابة هدية ثمينة للمنتخب الإيراني الذي أراد للمباراة أن تنتهي بالتعادل. ورغم كل هذا لم يتعظ المنتخب التونسي مما حصل مع أشقائه، فبعد أن حصل على التعادل من انكلترا، فضّل نسور قرطاج إكمال المباراة بمنطقتهم واللعب بأسلوب دفاعي، إلا أن هاري كين استطاع فك الشيفرة الدفاعية بالثواني الأخيرة وأهدى الفوز للإنجليز.

وهنا يأتي السؤال، لماذا كل هذه النهايات المأساوية للمنتخبات العربية؟ وما هي أبرز العوامل التي جعلت مباراة أي منتخب عربي ثلاث نقاط مضمونة للخصم؟


*الخوف والانهزامية

شاهدنا لاعبي المنتخبات العربية يدخلون إلى المباراة خائفين، قد يكون الخوف مبرر أحياناً خصوصاً وأنت تلعب في كأس العالم، ولكن هذا الخوف كان لابد أن يتلاشى وينتهي تدريجياً مع مرور الدقائق، وهو ما لم يحصل مع العرب.


التكتل الدفاعي واللعب على التعادل

أثبتت كرة القدم على مر التاريخ أن من يلعب على التعادل سيخسر حتماً إلا من رحم ربي، فمثلاً بمباراة تونس وإنكلترا لعب التوانسة شوط كامل دفاع دون أي يقوموا بأي هجمة، فالمنتخب التونسي لعب من أجل التعادل إلا أنه خسره بالثواني الأخيرة، وكذلك حصل مع مصر في مباراة الأرجواي، مع بعض المحاولات الخجولة عن طريق اللاعب كهربا وتريزيجيه.


نقص الخبرة وغياب العقلية الاحترافية

بدا هذا الأمر جلياً وهو نقص الخبرة وقلة الإدراك بالتعامل مع الكرة، وهو ما يفسر بوضوح الانهيار وخصوصاً بالوقت القاتل من المباراة، فاللاعبين العرب يحتاجون إلى تدريب ذهني وعقلي قبل التدريب الجسدي لكي يصبحوا أكثر نضوجاً.


غياب اللمسة الأخيرة والإنهاء أمام المرمى

طبعاً إذا أستثنينا محمد صلاح من القائمة نجد أن المنتخبات العربية تهاجم في بعض الأحيان لكن دون جدوى، فهناك الكثير من الهجمات التي أتيحت ولكن لم يكن هناك استغلال للفرص بالشكل الأمثل، حتى الهدفين الوحيدين اللذات سجلهما العرب كانا عبر ضربات جزاء، وهذا يدل على غياب الفاعلية الهجومية للعرب، وهنا يجب على القائمين على هذه المنتخبات صناعة نجم قادر أن يستثمر الكرات أمام المرمى.


وخلاصة القول أن منظومة ومفهوم كرة القدم في العالم العربي خاطئ من القاعدة إلى رأس الهرم، وإن لم يحدث تغيير جذري ستظل مشاركات العرب مقتصرة على الدور الأول، وتستمر الخيبات المتوالية، ويستمر معها السخط الجماهيري الذي سئم كلمة الخروج المشرف وشرف المحاولة والمشاركة، في حين أن هناك بلدان أقل إمكانيات باتت تصنع المعجزات في عالم الجلد المدور.