محمد مشيش .. منتج سوري يصنع الفارق في مصر

حيث لا مكان للعب في السوق المصرية، تتنافس شركات الإنتاج على الشبكة الأقوى لعرض أعمالها الرمضانية، وتتسابق لحشد نجوم الصف الأول في المسلسلات المراد إنتاجها. يغيب بالمقابل مشهد التزاحم الإنتاجي في سورية وتتحول العملية إلى لي عظم القطاع الحكومي المترهل بإنتاج القطاع الخاص لثلاثة إلى أربعة أعمال ضخمة كل موسم، كحصة إنتاجية تتضمن عمل ضخم لكل شركة كبرى، فضلاً عن غياب مناخ حقيقي لإنتاج سوري خالص نتيجة التدخلات السياسية وفرض الرقابة سطوتها، وإدراج أسماء الفنانين أصحاب الرأي المعارض على قوائم العار.

في ظل هذا التلبد السوري والحلبة المصرية، برز اسم سوري في الإنتاج التلفزيوني والدرامي منذ عدة سنوات، لتأتي النتيجة اليوم شركة تبيع أعمالها لكبرى القنوات العربية مع تنفيذ شراكة مع شركات محلية، وحتى دخول NETFLIX بأول مسلسل عربي تشتري حقوقه منصة العرض الالكتروني الأشهر في العالم.. إنها شركة BEELINK للمنتج السوري محمد مشيش.

وفي المقال التالي نستعرض ملامح من أسلوب الشركة الناجح في صناعة الفارق داخل السوق المصرية والعربية:


التغريد خارج السرب

بينما كانت القنوات العربية لاهثة وراء دبلجة الدراما التركية، اختارت BEELINK البحث عن نمط جديد في الدبلجة يكسر احتكار جهة إنتاج واحدة عربياً فكان “لارا” و “أميرة القصر” و “العشق الأسود”. حيث بدا الفرق واضحاً في الانتقاء لبيئات مختلفة لا تتوقف عند الدراما التركية مع شخصيات تحمل ملامح أوروبية في قالب يشبه الأعمال اللاتينية الشهيرة خلال التسعينات، فكانت الخطوة الأولى أن يسأل الجمهور من هي BEELINK.


سوق جديد في مصر

بعد اعتياد الجمهور المصري لسنوات عدة على متابعة برامج الهواة ذات الإنتاج الضخم على قنوات لبنانية وخليجية. منحت BEELINK الجمهور المصري فرصة عرض برنامج ستار أكاديمي على قناة cbc المصرية. حيث دخلت الشركة على خط الإنتاج وقدمت ثلاثة مواسم مشتركة بين مصر ولبنان، وحتى لو غلبت فيها الحصة المصرية من عدد المتسابقين إلا أن الشركة استطاعت من وراء البرنامج التعاون مع واحدة من أقوى الشبكات التلفزيونية في مصر والعزم على اتخاذ خطوات أجرأ في دخول الدراما بإنتاجات كبرى كانت بدايتها مع مسلسل “لعبة الموت” الذي جمع المخرجين سامر البرقاوي والليث حجو في عمل واحد.


توزع إقليمي ناجح

ترخيص في دبي تمتلكه BEELINK يصنفها كشركة غير مصرية، يقابل ذلك حضور فاعل في المواسم الرمضانية الأخيرة وإنتاجات ضخمة يميزها الانسجام مع روح الشركة في تقديم منتج درامي أنيق وناجح تسويقياً بذات الوقت. هكذا اتجهت الشركة إلى التعاون مع إيغل فيلمز كشركة لبنانية ذائعة الصيت، ورفدت الشركتين بعضهما بالإمكانيات لتوزيع الأعمال خارج مصر واستقطاب نجوم عرب إلى ملعب الشركة.


الفورمات ليس مصيبة

حققت BEELINK سمة التميز عبر شرائها فورمات أجنبي لمسلسلات اسبانية ولاتينية ومن ثم تعريبها للجمهور العربي، لكن مع إضافة روح خاصة لهذه الأعمال عبر ورش كتابية شبابية واستقطاب لمخرجين كبار للعمل مع الشركة، وبذلك بتنا نشاهد مسلسلات جماهيرية تبتعد في واجهتها عن الأعمال التجارية تنتظر مشاهداً يريد المتابعة بهدوء وروية. فيجري اقتناصه داخل أو خارج الموسم الرمضاني عبر حكايات درامية غير قائمة على العنف أو شحذ العواطف، مع تغييب لمفهوم صناعة كاريزما البطل على حساب المسلسل، فجاءت غالبية إنتاجات الشركة قائمة على البطولة الجماعية.


جراند أوتيل.. للفرجة

تحقق الشركة في أعمالها متعة الفرجة عبر صناعة دقيقة للتفاصيل واهتمام بالعمل من الألف للياء، فيحرص مشيش على اختيار فورمات ناجح عالمياً مع طبخ العمل بمقادير دقيقة من ناحية التصوير والإخراج والممثلين. ليظل مسلسل جراند أوتيل العمل الذي عرّف الشركة على الجمهور العربي واستطاع أن يكون أفضل نتاجات موسم 2016، والدليل على ذلك شراء NETFLIX لحقوق عرضه بعد أكثر من عامين على إنتاجه كأول مسلسل باللغة العربية تعرضه المنصة.


الهدوء.. لعبة الحريف

تترك BEELINK أعمالها تعرف عنها، لا تُغرق وسائل التواصل الاجتماعي بصور الكواليس ولا تطبل لأعمالها في كل مكان حتى لا تعقد مؤتمرات صحفية لإنتاجاتها. في حين يشهد الجميع بذكاء التجربة في العمل مع الشركة، فهدوء الاختيار جعل المطربة شيرين عبد الوهاب ممثلة يراهن عليها في “طريقي”، وأخرج “ونوس” يحيى الفخراني من عباءة أعمال الخير. كما سحرت هند صبري الجمهور بصلابتها في “حلاوة الدنيا” وأشرقت سنوات الشباب مجدداً في عيني ميرفت أمين ضمن النسخة الجديدة لمسلسل “لا تطفئ الشمس”. كما بتنا على قناعة أن أروى جودة وأحمد ممدوح ورانيا يوسف وأمينة خليل ودينا الشربيني وغيرهم الكثير نجوم للسنوات القادمة بعد الأداء اللافت في أعمال BEELINK.


سحر الكلاسيك في ليالي أوجيني

شهدت الساعات الأخيرة قبيل الموسم الرمضاني صراعاً محتدماً حول إمكانية عرض مسلسل “أهو ده اللي صار” على الفضائيات العربية. فقصة عبد الرحيم كمال وعدسة حاتم علي كانتا تعدان بعمل استثنائي يصدر الفنانة المصرية روبي إلى الواجهة كبطولة مطلقة للمرة الأولى. وبعد خروج العمل من السباق الرمضاني، تحقق BEELINK حضوراً مصرياً عبر مسلسل “ليالي أوجيني” للنجم التونسي ظافر العابدين مع رهان صائب على كارمن بصيبص اللبنانية كأول دور بطولة في مصر. ليحقق بذلك ثنائية جديدة بعد ثنائيات بارزة قدمتها الشركة كإياد نصار وكندة علوش في “حجر جهنم” وغادة عبد الرازق وباسل خياط في “السيدة الأولى”.


خلية نحل .. في شركة

تطير النحلة على محيط خلية العسل تكتب شعار الشركة وتدفعك لدخول موقعها، تكتشف هوية بصرية فريدة ورقي في مخاطبة الجمهور، تتمنى لو تشاهد نجوم سوريين يتصدرون بوسترات الموقع ذي الدقة العالية، وقبل أن تخرج تفتخر أن منتج سوري في سن الشباب حقق خلال سنوات علامة فريدة على مستوى الوطن العربي في إكساب الدراما لمسة خاصة، كتلك القشعريرة حين تسمع صوت نسمة محجوب في “ليالي أوجيني”، أو تردد مع أصالة أغنية الحب كي “لا تطفئ الشمس”، وتشرد مع دموع شيرين في “طريقي” وتضحك رغم الجراح من “حلاوة الدنيا”، في حين يستعصي على النسيان وقع خطوات التانغو.


من ETSYRIA كل التقدير لجهود إدارة BEELINK وطموح محمد مشيش وبانتظار أول إنتاج سوري للشركة.

لزيارة الموقع الرسمي للشركة اضغط هنا