التلفزيون السوري .. إفلاس من دون “باسم”!؟


 

 

 

 

بقلم : ديب سرحان


أن ينتظر السوريون موعد عرض برنامجٍ على القناة الفضائية السورية، هذا الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، فالتلفزيون الرسمي فقد عدد كبير من متابعيه نتيجة البرامج المكررة، والأفكار التقليدية التي تسيطر على جدول أعماله وبرامجه، وخاصة الترفيهية منها.

التلفزيون السوري الذي تأسس عام 1960، كان الرائد على مستوى العالم العربي، في برامجه، سواء على مستوى نوعية تلك البرامج أو المقدمين أو حتى طريقة العرض. لكن وفي السنوات الماضية، دخلت برامج التلفزيون في الروتين المقيت، والتكرار النمطي، وابتعاده كلياً عن هموم الناس، مما أفقده عدد كبير من المتابعين، الذين اتجهوا إلى البحث عن المادة الترفيهية والبرنامج النوعي الذي يلبي رغباته على القنوات الفضائية العربية.

قبل شهر رمضان المبارك الحالي، أعلن الفنان السوري باسم ياخور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عن نيته إطلاق برنامج مسابقات بعنوان “كاش مع باسم”، والمفاجأة كانت أنه سيعرض عبر الفضائية السورية، الأمر الذي ترك علامات استفهام عديدة حول قدرة البرنامج على حصد النجاح المراد، وجدية الخطوة التي يقدم عليها، بطل “ضيعة ضايعة”.

وعلى الرغم من التجربة الناجحة لباسم ياخور في تجارب التقديم، وتحديداً عندما أطل عام 2010 في برنامج “مساكم باسم”، وأيضاً عبر التلفزيون السوري، إلى أن التجربة الجديدة شكلت تحدياً نوعياً، خاصة لجهة الصدق في تقديم الجوائز المالية، واستمرارية جودة التقديم على مدار شهر كامل، بشكل يومي، وأيضاً القدرة على التنويع خلال ساعتي العرض، أما التحدي الأكبر فكان في القدرة على إعادة الجمهور السوري لمتابعة تلفزيونه الرسمي.

 

خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993، استفاد من عفويته والكاريزما الخاصة به، ليعطي برنامجه الجديد رونقاً فريداً، واستفاد “ياخور” أيضاً من الشركات الراعية، التي رصدت مبالغ مالية ضخمة وجوائز عديدة تقدم للمرة الأولى عبر القنوات السورية، ليقدم للمشاهد السوري مادة ترفيهية شيقة، استطاعت الدخول إلى منازل السوريين بكل سلاسة، حيث حصد البرنامج نسب مشاهدة عالية مع الأيام الأولى للعرض، ومع وصول البرنامج إلى الحلقة رقم 23، نجح ياخور في تحقيق معادلة الكم والنوع، وتمكن من إضافة التنويع المطلوب والحس الكوميدي السلس، الذي لطالما افتقدته البرامج السورية.

مخرج مسلسل “هومي هون”، قدم عام 2001 برنامج ليلة أنس مع ريما مكتبي على قناة المستقبل اللبنانية، وبعدها بعشر سنوات، قدم برنامج “أمير الشعراء” على قناة أبو ظبي الإماراتية، وفي كلا التجربتين أشاد النقاد بمهارة “ياخور” التقديمية، وقدراته في إدارة الحوارات، وإضافة حسه الكوميدي الخفيف. وبعد النجاح الكبير الذي حققه “كاش مع باسم” عبر الفضائية السورية، هل سيشكل هذا البرنامج نقطة إنطلاقة جديدة في برامج التلفزيون الرسمي، أم أنه مجرد طفرة عابرة؟

والسؤال الأكثر أهمية، هل سر نجاح برنامج “كاش مع باسم” كان في الدعم المالي الكبير من “سيرياتيل” و”أمان القابضة” وباقي الشركات الراعية، أم قدرة “ياخور” على الاقناع من خلال أسلوبه المميز، بغض النظر عن مضمون البرنامج؟