سهيل عرفة يحيا ب “أمله”

ألبوم الصور:


تغطية: جوان ملا و محمود المرعي

تصوير: معاذ طبلية

نص: جوان ملا


في 29 آذار كان لنا موعداً مع سهيل عرفة في دار الأوبرا.. الرجل الذي تركنا جسداً و بقي روحاً في كل صولفيج موسيقي ورّثه للأجيال التي تليه،و رفع اسم سوريا عالياً بالفن والموسيقى ليبقى شعلةً لا تنطفئ ورمزاً لا يتكرر..
أحيا الحفل النجمة أمل عرفة ابنة الموسيقار الراحل سهيل عرفة و صاحبة الصوت الراقي ليندا بيطار والمغني الشاب ريان جريرة بقيادة الموسيقار عدنان فتح الله وكان لفريق ETSYRIA هذا التقرير


ليندا بيطار .. إضافة ومسؤولية 

اعتبرت الفنانة ليندا بيطار أن غناءها في حفل سهيل عرفة إضافة مهمة لها وهي مسؤولية كبيرة عليها لأن هذه الأغاني كانت تُغنى من قِبل أصوات قديرة مثل شادية و دلال الشمالي، وعن أدائها للنمط الفيروزي بشكل دائم قالت إن فيروز معششة في قلبها وقلب كل سوري وتميل دائماً لتغني لونها إنما ستحاول قريباً أن تغني بألوان أخرى تلبيةً لرغبة الجمهور الذي يطلب منها مراراً أن يسمعها بنمط جديد، وعن السوشال ميديا اعتبرت ليندا أن هذه الوسائل مهمة للفنان إلا أنها مستاءة من الصفحات التي تقوم بتجريح الفن وتتناول المواضيع الفنية بطريقة ساخرة، لكن تبقى وسائل التواصل هذه مهمةً برأيها خصوصاً في الآونة الأخيرة حيث أن النشاط الفني مؤخراً عرّف الناس على الفنانين بشكل أكبر عن طريق هذه الوسائل، وعن اللقاء الذي جمعها مع لينا شماميان و عدنان فتح الله قالت إنها اجتمعت مع لينا ببيروت وتناقشتا بعدة أمور وأعادتا ذكريات أيام المعهد بعد غياب 6 سنوات عن بعضهما، ومن الممكن أن تتعاملا سويةً في عمل واحد خصوصاً أن لينا ستعود لسوريا مرةً أخرى، وقالت بيطار إنها ستغيب هذا الموسم عن شارات مسلسلات رمضان لكنها وضعت صوتها على شارة برنامج تلفزيوني سيُعرَض على قناة الفضائية السورية، و يتكلم هذا البرنامج عن أوجاع وهموم الناس، حيث استهوتها الفكرة الجديدة، فتشجعت على الغناء لها.


ريان جريرة وبدء النضج الفني

المغني الشاب ريان جريرة الذي شارك بحفل تكريم الموسيقار سهيل عرفة عبّر لنا عن سعادته بالحفل وأنه تم اختياره نتيجة قرب صوته وتناغمه مع لحن أغنية “يا دنيا” للفنان وديع الصافي وألحان سهيل عرفة، أما عن الشهرة عن طريق السوشال ميديا اعتبر الفنان أن هذه الوسائل أساسية إلا أنها تخدع في كثير من الأحيان وتشهِر أشخاصاً قد لا يستحقون، فعلى الفنان أن يجمع بين وسائل التواصل هذه والدراسة الأكاديمية إنما الدراسة تأتي برأيه في المقدمة من أجل تحقيق القيمة الفنية الصحيحة والنضج الفني، وعن مشاركته في برنامج “أصوات” السوري قال ريان إن هذه البرامج مهمة جداً وضرورية في سوريا لأن هناك العديد من الأصوات التي تستحق أن تبرز على الساحة الفنية لذلك هو تشجع على المشاركة في البرنامج، لكن ضعف الإمكانيات فيها من الممكن أن يمس صورة المُشارك بشكل سلبي، كما أن فكرة تكرار التجربة في برنامج عربي أضخم قائمة عنده إلا أنها مؤجلة حالياً حتى الانتهاء من التحصيل الدراسي.


أمل عرفة و عزف منفرد بجدارة 

بغض النظر عن الفيلم التي قامت أمل بتصويره مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد مؤخراً وهو بعنوان “عزف منفرد”، يبدو أن أمل عزفت بصوتها انفرادياً حقاً داخل قاعة الأوبرا فقد انتشت روحها لتمتزج مع ذاتها وروح والدها الراحل فكانت كلاً متكاملاً يعزف بصوت منفرد وكأنها تغني لوحدها لوالدها التي رأته فينا نحن الجمهور، أمل التي كانت ومازالت تقول إن أباها تحت جلدها، لم يكن يومها بجلدها فقط بل على الكراسي وفي العيون التي شاهدت والآذان التي أصغت، وفي كل “مفتاح صول” خرج من آلات موسيقى الفرقة الوطنية بقيادة عدنان فتح الله.
غنت أمل صباح الخير يا وطناً فتلوّن الوطن، وأحيت بصوتها صباحَ أغنية “عالبساطة” وسلّمت علينا خاتمةً بأغنية “عليكِ السلام” التي كانت آخر ما ألّفه والدها قبل وفاته.
أمل رغم كل هذا الحب الذي نالته من الجمهور وصدق العواطف تجاهها كانت وحيدةً فعلاً، فأصدقاء الفن لم يحضروا، ولولا وجود وزير الثقافة و القدير دريد لحام وأيضاً النجمة رنا شميس لاستطعنا أن نقول إن الكراسي قد خلت من وجود أي وجه فني بارز ما يمكن أن يشكّل عتباً كبيراً وصدمة ليس من أمل فقط التي كانت رفيقة دروب الجميع، إنما من الجمهور الحاضر نفسه!!، فكيف للأمل أن تغني دون وجود أصدقاء المهنة كي يدعموها معنوياً كرمى لها ولرحيل القامة الكبيرة والدها الذي خلّف إرثاً موسيقياً ضخماً لا يستهان به.
حملت أمل جائزة تكريمها ورفعتها فخراً بأيدٍ ودموع امتدت نحو السماء ثم هطلت كالحب على درج الأوبرا، ضحكت مع الجميع، تألقت، لم تقل لأحد على أي صورة “لا”،وبادرت بالتقاط صور السيلفي بنفسها، ثم خرجت تلك السيدة مع بنتيها محملةً بفخر ودموع و حب و حزن ومزيج غريب من تناقضاتِ يومٍ لا ينتهي لامرأة تأبى يوماً أن تنتهي.