غني يا أمل .. نرجوكِ

 

 

بقلم

الإعلامي نورس يكن


في الأيام الماضية ضرب السوريون موعداً لطالما اشتاقوا له وانتظروه، إطلالة غنائية للنجمة أمل عرفة في برنامج طرب مع مروان خوري على التلفزيون العربي، وهي واحدة من إطلالتها الموسيقية النادرة في عصر تطفل فيه على الغناء نجمات الانستغرام، وتركته أمل وحيداً.


 مع أن ابنة الراحل سهيل عرفة غنية عن التعريف لكن لا بد أن نذكر أن أمل فنانة شاملة بما للكلمة من معنى وهي الوحيدة في الدراما السورية التي استطاعت أن تكتب وتمثل وتغني على ذات السوية دون أن يغلب جانب على الأخر، ولعلها اضطرت كي تحقق هذه المعادلة أن تكون مقلة في الكتابة، نادرة في الغناء، منكبة على التمثيل الذي هو عشقه.

 في التسعينات كان الصبح على فيروزيته لا يخلو من شدوها وهي تغني “صباح الخير يا وطناً يسير بمجده العالي إلى الأعلى” الرفيقة القومية السورية في “حمام القيشاني” وسمر خطيبة فرحان التي لا تنفك ” تكز على سنانها ” في كل موقف حرج،  نجومية بدأت تتلمس طريقها تحت شعار “ميت عينكن كولايتكن كولايتكن كولايتكن” في دنيا، وتابعت في حسيبة وتألقت في عشتار وكشفت عن امكانيات جبارة في شخصية غادة التي كانت أجمل الغزلان في غابة الذئاب، ليبقى حضورها الأكثر تميزاُ هو “فضة” في العمل الاستثنائي “خان الحرير” والذي يعيش بقصصه وأغانيه داخل ذاكرة السوريين إلى يومنا هذا.


الجمهور يشتاق يا “فضة” و “الشمس هفت غابت” أما أنتِ فـ “على كيفك” تغنيين يوماً وتسكتين سنين،  تاركة الحرقة في نفوسنا تسأل : كيف تمتنع أمل عرفة عن الغناء؟ فيما تغني صغيرات الكسبة!!

لك يا أمل مكان في وسط المطربين ينتظر منذ عقود، ولك جمهور لازال يردد أغاني عشتار وخان الحرير رغم عدم توفرها بجودة عالية أو حتى عدم توفرها مطلقاً، ولكِ إرث سهيل عرفة أنت خير من يحمله، ولنا نحن أن تعطينا فناً بقدر ما نعطيك من حب..

غني يا أمل .. نرجوكِ..