“حرائق” تشعل الجميع بشريط سينمائي

 

جوان ملا || في سينما سيتي بقلب العاصمة دمشق و بعد 3 سنوات من إنتاج الفيلم الذي حاز على عدة جوائز عالمية مهمة، يأتي “حرائق” لمخرجه وكاتبه محمد عبد العزيز إلى موطنه ليبدأ عرضه الخاص يوم الأحد 19 نوفمبر 2017.
وكان لفريق ETsyria هذا التقرير الحصري من أبطال العمل ومخرجه:

نانسي خوري: الجرأة احتراف

الفنانة الشابة” نانسي خوري” عبّرت عن سعادتها بالمشاركة بهذا الفيلم وقالت إنها تفاجأت بعرض العمل في دمشق بعد تصويره منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلا أنها سعيدة بعَرضه هُنا كونها البلد المنشأ لأحداث الفيلم وأن النتيجة كانت إيجابية، وعن تعرضها للصعوبات قالت إنها تعرضت للضَّرب ووقعت كثيراً أثناء العمل إلا أن التسلية والمتعة كانتا موجودتَين كما أنها رسمت كاريكتر الشخصية باتفاق مع المخرج وشريكها في العمل “مازن الجبة” ومصممي الأزياء أيضاً أثناء البروفات قبل شهر و نصف من تصوير العمل، وقد عانت من صعوبة اللهجة كون الشخصية بعيدة تماماً عن شخصية نانسي الحقيقية.
وعن سؤالها عن المشاهد الجنسية الجريئة أجابت ضاحكة:
“مو أنا” ثم أسهبت:
“إن المشهد إذا كان في مكانه الصحيح فليس هناك مشكلة ومن الممكن أن أؤديه وبرأيي أنه يجب ألا تقتصر هذه المشاهد على السينما بل التلفزيون أيضاً وعلى الناس أن يأخذوا بعين الاعتبار أنه مجرد “تمثيل”، كما أن الثقة بالمخرج تمنحني القدرة والجرأة لأداء هكذا مشاهد.”

رنا ريشة: زوجي حملني مسؤولية

أما عند سؤال الفنانة الشابة “رنا ريشة” عن دورها: “دوري في الفيلم هو “خولة” إحدى النساء الأربع والتي تعاني من ضغوط المجتمع و جرائم الشرف التي مازلنا نشهدها حتى الآن في 2017، نتيجة إما زواج الفتاة “خطيفة” أو بدون موافقة أهلها، فالشخصية كانت قائمة على أحداث وأشياء واقعية مازلنا حتى الآن نعاني منها”.
رنا وعند سؤالها عن تعاملها مع زوجها محمد عبد العزيز كمخرج في فيلم حرائق ومسلسل ترجمان الأشواق أكدت أنها لم تشهد اختلافاً في التعامل معه قبل الزواج وبعده فهو شخصية مختلفة في العمل ويحاول أن يركّز على الأداء والتفاصيل ويحمّلها مسؤولية أكبر أثناء التصوير.

ولاء عزام: تجربة أولى لا تنسى

 

وفي حديثنا مع الشابة الواعدة “ولاء عزام” قالت لنا إن تجربتها في الفيلم كانت تجربتها الأولى سينمائياً وأول وقوف حقيقي لها أمام الكاميرا، كونها كانت في السنة الثالثة في المعهد، فعرَض عليها المخرج الدور وأدّته باستمتاع رغم التعب الشديد أثناء التصوير. وقد تشجّعت بالقيام في الدور كون محمد عبد العزيز يتمتع بعين قويّة ولقطات مميزة يأخدها في الشكل والوقت المناسبين. كما عبرت عن سعادتها بالتجربة متمنيةً ألا يتمّ قصّ بعض المشاهد أثناء العرض.

طارق عبدو: مشهد المونولوج إسقاط قوي

وفي حديث مع الفنان الشاب الواعد “طارق عبدو” المشارك بالفيلم قال:
“سمعتُ بأن المخرج “محمد عبد العزيز” يقوم ب”كاستنغ” لشخصيات فيلمه لكنني لم أكن أعرف ماهي الشخصيات بالضبط، فقمتُ بعرض مشهد أمام الكاميرا بعد أن خيّرني المخرج بأن أؤدي نصاً من اختياري أو يعطيني هو فرضية من عنده، فاخترتُ الاحتمال الأول وأدّيتُ “مونولوج” لشكسبير أُعجِبَ فيه المخرج خصوصاً أن هذا “المونولوج” قد تمّ إسقاطه بقوّة على حدث رئيسي من أحداث العمل فكنتُ سعيداً بخوض هذه التجرية رغم أنها قصيرة وبسيطة”.

عبد العزيز: يهمني أن يتلقى الجمهور جوهر الفيلم

وفي حديثنا مع مخرج وكاتب العمل “محمد عبد العزيز” فقد صرّح أن عرض الفيلم بين الجمهور السوري و على أرضه يمسّه وجدانياً كونه جوهر هذا الفيلم وأساسه. ويهمّه أن يعرف انطباع السوريين وكيفية تلقيهم للفيلم كونه مركباً وصعباً جداً، وهو فيلم ذو مخالب يضع المسؤولية في هذه الحرب على الجميع سواء حكومة أو دولة أو سلطات دينية أو إرهابية أو مجتمعية.
وعن سؤاله عن رمزية الفيلم أجاب أن الفيلم لم يكن رمزياً تماماً إنما استقى بعضاً من رمزيته من قلب الواقعية الجديدة، ويميل عبدالعزيز إلى أن يكون الفيلم مركباً عادةً كي يحتملَ عدة مستويات فكرية.
و في سؤالنا له عن تقاطع الخطوط و الشخصيات في مكان و زمن واحد أجاب:
“يشغلني المكان والزمان دائماً وهذا هو فيلمي الثالث الذي يدور في مكان وزمن واحد بعد “الرابعة بتوقيت الفردوس”و”المهاجران”، لكن في “حرائق” كان هناك عمقاً أكبر من هذه الناحية”
وعن إمكانية التغيير إذا أتيح له إعادة مونتاج الفيلم؟ قال:
“حتماً كنتُ سأغيّر في مونتاج الفيلم لو أُتيحَ لي ذلك بسبب الهاجس والهوس في اختبار المادة بخط مونتاج جديد، فكما قال ماركيز كلما امتلأت سلة المهملات بأعمال قديمة وكتبتَ صفحة جديدة فإن الرواية ستنضج أكثر لذا استعرتُ منه هذا الأسلوب وأقول إن الفيلم ينضج أكثر كلما أعدتَ المونتاج مجدداً، ولهذا تأخّر مسلسل “ترجمان الأشواق” عن العرض فالمونتاج يحتاج لوقت طويل و تركيز كبير، فالمادة الفنية لا تحتاج للسّلق كما تفعل بعض الشركات برؤوس أموالها الصغيرة التي تقوم بأعمال دون المستوى، لكن لا يمكن اعتبار هذه الأعمال هي مرجعنا، وأنا أقوم بالعمل الصحيح لكنه يصبح خاطئاً فنياً بمفهوم هذا العصر”
متى ينفذ صبر محمد عبد العزيز خصوصاً بعد أن دار الفيلم في مهرجانات كثيرة و بقيت دمشق آخر المطاف بعد 3 سنوات على إنتاجه و هل سيحافظ محمد على خط المشاكسة الخاص به؟
أجاب عن هذا السؤال بقوله إن الصبر مطلوب وأساسي فليس من السهل أبداً اختراق السائد وأن تصنع تجربة عميقة ومهمة وحقيقية في زمن الأعمال التجارية، فالثقافة والسينما المنشودة تحتاج للصبر على البيروقراطية والآليات التي تعرقل العمل وبحاجة لتعب مُرّ، وخط المشاكسة في العمل مهم كون المثقف بحاجة لأن يكون دائماً بحقل الرفض ويجب عليه أن يعيد صياغة المشاكل التي تهم مجتمعه فعلاً.

ولمزيد من الرصد لقصة الفيلم وأبعادها تابعوا مقالاً نقدياً عن الفيلم أعده فريق ETSYRIA.

 

 

 

للإعلان على موقع ETsyria

التواصل على الإيميل

ETsyria.Work@gmail.com