فيروزات سوريات … موضة دارجة أم صحوة موسيقية؟!


ننام لنصحو على عشق شعب كامل ودون سابق إنذار لـ الفن الملتزم وموسيقى “الجاز” والمواهب الغنائية الشابة “الراقية” وحضور جماهيري لحفلاتهم، فقد غدا لفيديو على الفيس بوك القدرة على نقل صاحبه من خلف كاميرا الموبايل إلى مواجهة مباشرة مع الجمهور، وعلى مسارح عامة وهامة في كثير من الأحيان، فهل هي صحوة موسيقية مفاجئة أم مجرد موضة منتشرة وستنتهي؟!المواهب الشابة ومغني الجاز والفرق الموسيقية السورية كانت تحظى بشعبية لا بأس بها في سوريا قبل انتشار مواقع التواصل. لكنها لم تستطع الوصول إلى ما حققه “الفن الملتزم” في لبنان مثلاً، فكان المغَّنون المُدرجون تحت هذه الفئة غالباً مطربي حفلات نخبوية وصدى أصواتهم يسمع عبر شارات المسلسلات وبعض اللقاءات التلفزيونية المحلية. كما أن معظم هؤلاء تابعوا دراستهم الأكاديمية للموسيقى وبمعنى أدق احترافيون غير متطفلين على أسماعنا. إلا أنّ مع انتشار مواقع التواصل والفضاء الواسع سُمح لكلّ من يعتقد أنّه يملك موهبة غنائية بنشر صوته عبر مختلف المنصات الالكترونية الاجتماعية. وهذا الأمر كانت نتيجته رفع البعض لمستوى النجوم من جهة وأثقلت أسماعنا وقلوبنا بفقاعات هواء بلاستيكية من جهة أخرى، فقاعات لا تنفجر ويمكن إعادة تعبئتها كل ما فرغت من الهواء.ربما كان لانتشار فيديوهات الفيس بوك وأصحابها دور في لفت نظر الكثير من الجمهور الغنائي لوجود هذا النمط من الموسيقا والغناء، فأصبح رائجاً ومحبباً لفئة واسعة من الشباب الاستماع لـ “الفيروزات السوريات” بل هو مدعاة لإثبات تمتع المستمع محب “فيروز سوريا” -خاصته- بأذن موسيقية نظيفة. فكلما ظهرت فنانة جديدة سارع عشاقها لإطلاق لقب “فيروز” عليها، ودارت نقاشات مطولة حول أحقيّة كل فنانة بهذا اللقب من قبل معجبيها وكارهيها. فلا موقف وسطي في النقاش؛ إما دفاع مستميت عن هؤلاء الفنانات او انتقاد شديد.

حتى الآن لم نشهد غياب أي من الفنانات بعد انتشارها حيث تشهد حفلاتها في سوريا والخارج اقبالاً واسعاً. ربما كان لانخفاض سعر تذاكر الدخول نسبياً دور في الحضور الكبير لهذه الحفلات إضافة لتحسن الأوضاع مقارنة بما سبق خلال السنوات الحالية دور في هذا الإقبال. وربما كان السبب يعود لـ “موضة” هذا النوع من الغناء حالياً فمن يحضر هذه الحفلات وتمتلأ ذاكرة جهازه الذكي بمقاطع صوتية لـفنانين ملتزمين سورين وغيرهم سيثبت مستوى عالٍ من الثقافة والذوق.

وحتى نتمكن من الحكم فعلاً أهي مجرد موضة ومن ظهر مؤخراً مجرد فقاعة هواء، أم ارتقاء بمستوى الفن والذائقة الفنية الشعبية أم لا؟ّ! علينا الانتظار لفترة قادمة عندها سنشهد تحولاً في الخيارات لجمهورنا ليتبين من يميز الجاز من الهيب هوب فعلا ومن أراد السير على “الدارج”