أشرطة سينمائية سورية يجب أن تراها “الجزء الأول”

 

 

لأنها لغة فنية بصرية راقية، تحتل السينما جزءاً هاماً من مساحة التفكير لدى شريحة واسعة من الجمهور كما تعتبر نوعاً من التذوق العالي لعمل فني متكامل.

طارق غلاييني يرصد أهم الأفلام السورية المقدمة بشكل مهني في السنوات الأخيرة:

فيلم مريم (2012) :

فيلم مريم للمخرج باسل الخطيب وبطولة مجموعة من الفنانين السوريين منهم عابد فهد صباح الجزائري وديمة قندلفت وأسعد فضة وميسون ابو سعد ونادين، يعالج الفيلم قضايا متنوعة وأحقاباً زمنية مختلفة ابتداءً من عام 1918 ووصولاً إلى قضية نكسة حزيران عام 1967 في محافظة القنيطرة السورية،. كما تمتد أحداثه لعام 2012 في سورية. والجدير بالذكر أن الفيلم يعالج مواضيع مختلفة لها علاقة بتاريخ سورية على مر المائة عامٍ الأخيرة حيث يتناول قصة ثلاث سيداتٍ يحملن نفس الاسم الذي هو مريم، وينقل لنا قصة حياتهم مؤرخة وهن سيدات مختلفات في العمر وينتمين إلى أجيال مختلفة عن بعضهن البعض جمعتهم الحياة على الأرض السورية والتفاصيل اليومية لأهلها تحت اسم مريم.

أحداث الفيلم : السيدة الاولى هي مريم التي تعيدنا الى أيام حقبة الزمن الجميل في عام 1918 فمريم الأولى تجسد شخصية فتاة جميلة عذبة الصوت تلتقي بإقطاعي فيشغلها في الغناء له ولحاشيته ولكن سرعان ما تلقى مريم الأولى حتفها في حادث حريق مأساوي جداً.

أما عن السيدة الثانية “مريم الثانية” هي سيدة مسيحية أرملة لشهيد فقدت أمها في شهر حزيران وأثناء تعرض الكنيسة التي كانت تحتمي بها لقصف من قوات الاحتلال غفلت عن ابنتها زينة وتشردت ابنتها ثم تربت في كنف سيدة دمشقية.

أما مريم الثالثة هي مغنية شابة هي حفيدة الجدة حياة أخت مريم الأولى، وكانت شديدة التعلق بجدتها الى حين صدمت من أهلها عندما قرروا وضع الجدة بمأوى العجزة وحاولت منعهم لكن محاولتها باءت بالفشل.

البرومو الرئيسي للفيلم عبر الرابط :

 

فيلم الأم (2014) :

يستوحي أيضاً المخرج باسل الخطيب فيلمه الأم من قصة واقعية وتدور فحوى هذه القصة حول معاناة الإنسان السوري في ظل الأحداث الراهنة بالبلاد فيروي حكاية أم وأولادها تتغير حياتهم ويجدون أنفسهم ضمن تحديات جديدة.

قد اختير اسم الفيلم تكريماً لجهود الأم المبذولة في الحياة لحماية وتوفير حياة جيدة لأبنائها وخاصة معاناة الام السورية في هذه الأيام وقد عبر الخطيب في بيان صحفي له قائلاً : “اللامبالاة وعدم الاكتراث والإهمال هم من أكثر أزمات الإنسان الراهنة، نحن نعيش ونتجاوز عن عمد ما هو حقيقي وجوهري ويستحق أن نقف أمامه ويكون لدينا موقف واضح تجاهه. في فيلم “الأم” دعوة لرفض هذه السلبية وأن نبدي الاهتمام والعناية والوقت الكافي سواءً كنا نتحدث عن أشخاص نعرفهم أو لا نعرفهم، ففي زمن الحرب يصبح هذا الموقف أكثر ضرورة ومن خلاله تتجلى انسانيتنا ومعنى حياتنا. ربما نجد عزاء لنا أحيانا لما فقدناه في الماضي لكن لا عزاء لنا أبداً ان فقدنا الحاضر والمستقبل”.

البرومو الرئيسي للفيلم

 

فيلم دمشق مع حبي (2010) :

فيلم مدهش قدمه المخرج محمد عبد العزيز وجسد بطولته الراحل خالد تاجا وجهاد سعد وأسعد فضة وميسون أبو سعد ومرح جبر وفارس الحلو وغيرهم من خيرة الفنانين السوريين.

تدور أحداث الفيلم بمدينة دمشق ويروي قصة فتاة شامية مع عائلة يهودية مجسداً رحلتها في البحث عن حب ضائع في غياهب الزمان، والتي تصل الى أعلى مراحل الحساسية عندما يتعمق المشاهد في تفاصيل قصة الفيلم والفتاة حصراً التي تفتح المشهد الديني على المشهد الاجتماعي المتنوع الذي يتمتع به التكوين الاجتماعي في سورية وفي دمشق خصوصاً وصعوبة التعايش مع هذا الاختلاف بظل منطقة تشتعل بحروب طائفية وعرقية.

البرومو الرئيسي للفيلم

 

فيلم نصف ميليغرام نيكوتين ( 2007) :

فيلم مميز آخر للمخرج محمد عبد العزيز تدور قصته حول فتاة منقبة ابنة أحد أكبر مشايخ الصوفية وتروي قصة حبها مع شاب من غير دينها. تؤدي هذه العلاقة بالشاب لاكتشاف نفسه بطريق الرهبنة ضمن إحدى الاديرة المسيحية، مروراً بزكريا سائق التكسي الذي راودته شكوك حول ابنته وقام بقتلها من ثم أودع السجن. وبعده تم إطلاق سراحه ليعيش أوهام عديدة وصراع يؤدي الى انتحاره في منزله.

كما تطالعنا قصة زين الطفل الذي يعمل ملمع احذية يذهب لمعرفة بائعة هوى أصبح يتردد لعندها لأكل التفاح والمال الوفير والجنس فقد جعلته عشيقاً صغيراً لها يعوضها في عجزها عن باقي الرجال الذين هجروها. كما يطرح الفيلم قصة الشيخ المتصوف الذي قضى على بصره أثناء اكتشافه لماهية اللون وتوحده مع الله على قمة جبل عندما لم يقاوم أشعة الشمس فأصيب بالعمى وعندها اكتشف أن الله أبصر له قلبه وأعمى له عيناه .

الفيلم من بطولة : خالد تاجا – عبد الفتاح المزين- مي سكاف وغيرهم

رابط الفيلم كاملاً

 

فيلم الليل الطويل ( 2010) :

فيلم للمخرج حاتم علي، لعب البطولة فيه: خالد تاجا وباسل خياط وأمل عرفة وزهير عبد الكريم. يتميز الفيلم بعرض الواقع السوري السياسي المعاصر في الوطن العربي حيث رصد الفيلم حالة قمع الآراء وحريات الرأي التي يوجهها معظم المجتمعات العربية. جاء ايقاع الفيلم رتيباً بعض الشيء لكن ذلك يتناسب مع قصة الفيلم التي تجسد قصة السجناء الذين يخرجون من بين أقبية السجون ليجدوا كل شيء متبدل على عكس مخيلاتهم التي أشبعوها وهم في الداخل.

تدور أحداث الفيلم حول ثلاث سجناء يتم إخلاء سبيلهم بينما يتم التحفظ على صديقهم الرابع ومن خلال متابعة المخرج لحياة هؤلاء السجناء يعرفنا على ماهية عائلاتهم التي انخرطت بعمليات المساومة بينما فضل الاخرون الحياة المنعزلة تماماً.

رابط الفيلم كاملاً