ماذا يحدث حين تغدو النجومية هاجس!!

لعلّ جملة ديكارت الشهيرة “أنا أفكر إذا أنا موجود” باتت معدلة لتصبح “أنا مشهور إذاً أنا موجود” في زمننا هذا. بعد أن استحوذ حلم الشهرة على الصغير قبل الكبير وبات برنامج تلفزيوني قادر عبر صناعة نجم خلال دقائق، فكيف إذاً مع توفر التسويق الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي فضلاً عن صفحات تقتات على صور الفنانين وتصنع منهم ظواهراً شعبية وكأنها ترشحهم لقيادة الرأي العام في المستقبل القريب.
على المقلب الآخر، لا يجد الفنانون ضيراً في اللهاث نحو الشهرة أياً كانت الطريقة وكأن الشهرة بحر من الطموح لا حدود له. وضمن المفاهيم المتداولة للشهرة التي لم تعد قائمة في الواجهة على الإنجاز الفكري أو الأدبي أو حتى العلمي، دخل هوس الشهرة الوسط الفني واجتاح مخيلة نجوم يجدون في كاميرا الموبايل المنبر الأسرع للشهرة عبر فلاتر السناب شات وفيديوهات الرقص والغناء، فماذا عن المحتوى؟!
لن يحتاج المتابع لكثير من الرصد كي يجد أن المحتوى الذي يطرحه المشاهير عبر صفحاتهم غير بناء في كثير من الأحيان، فمن النجمات من تغير صورتها ثلاث مرات في اليوم، ونجمة ثانية ترصد أرقام المتابعين عبر بوسترات وتصاميم. وحال النجوم ليس بأفضل حالاً وإن كان تسويق النجم السوري لنفسه لم يحمل بعد الطابع المدروس عبر مكتب إعلامي وإدارة منظمة، وما يرشح للنور هو تفاعل يحققه المشاهير السوريون في مناسبات مباغتة كأزمة تسويق الموسم أو تأهل المنتخب السوري إلى مباريات ملحق كأس العالم.
إذاً الشهرة دخلت أيضاً في سباق الزمن وغدت عملية بناؤها بشكل تدريجي ضرب من الخيال، ليتحول الجميع من مشاهير أو ساعين للشهرة نحو متنافسين فيي صراع ندي على من يحقق وجوداً أكبر على ألسنة الجمهور بعكس ما كان سابقاً من يستهدف أذهانهم ومشاعرهم.