وردة شامية سيناريو بعطر جميل ملطّخ بالأخطاء

 

لم يمر المسلسل السوري #وردة_شامية في رمضان الماضي مرور الكرام، فرغم عدم إمكانية تسويقه وبيعه وعرضه على الشاشات ليصبح خارج الموسم الرمضاني، إلا أن العمل المسرّبة حلقاته على الإنترنت أثار إعجاباً كبيراً لدى الجمهور الذي شاهده.
فكرة العمل المبنية على قصة السفّاحتَين المصريّتَين “ريا و سكينة” تم صياغتها بطريقة مشابهة للمسرحية الكوميدية الخالدة “ريا وسكينة”وليس لقصة القاتلتَين الحقيقية تماماً، لذا كان لا بدّ من صياغة سيناريو قوي لا يشوّه الحكاية المشهورة ولا يقع في فخ تقليد السيناريوهات المصرية المتعددة لهذه القصة، فهل حدث ذلك فعلاً؟!
المسلسل لا يمكن وصفه بأنه سيئ، بل كان محكماً قي قصته وحبكته ومشاهده التي تشدّ المتابع في كل حلقة، لكن للأسف قد وقع السيناريو بأخطاء لا يمكن تجاهلها ويلاحظها المشاهد العادي. فإنْ تجاوزنا المبالغة في قدرة وردة وشامية بالحفاظ على سرية جرائمهما واستطاعتهما إيقاع أغلب أهل الحارة بمصائب لا ينتهون منها لمجرد شكوك بعضهم بهما، سيبرز لدينا عدة أغلاط وقع بها العمل سيلاحظها من شاهده وأبرزها:
*بعد أن نقل “عاصم” زوج شامية ومساعده “البنّي” جثث المقتولات من بيت الجريمة إلى المقبرة نتفاجأ بعد حلقة بأن الجثث مازالت موجودة في البيت ليتم نقل إحداها إلى بيت “عرفان” لابتلائه بالجريمة.
*كما أن ذهاب وردة لقبر والدة الطفل الذي ربّته لأخذ إذن تربية طفلها منها هي حركة غير منطقية أدت بالتالي لتصرف غير منطقي، فبعد أن تبعهم حفار القبور تفرقت وردة وشامية كلٌّ في اتجاه ليتبع الحفار (بالصُّدفة) “شامية” وليس وردة التي استدرجته إلى بيت “عرفان” لتبتليه، كما قامت بتهديد الأخير تهديداً ساذجاً بأن تفضح انعدام رجولته، وهو تهديد غير منطقي لا يمكن أن يكون مستمسكاً على شخص قد يتعرض للشنق وهذا فعلاً ما حصل له نتيجة خوفه غير المبرر من تهديد غير حقيقي!!!
*كما أن قتل الضابط لزوج أخته أيضاً بالصدفة المحضة وتورطه في جرائم وردة وشامية لم يكن معقولاً وفيه جرعة درامية زائدة، واقعياً لا يمكن أن يعمي حب الضابط الكبير لوردة هكذا لينقاد إلى التستر على جرائم زوجته.
*يتضح من الحلقة 20 فما بعد أن السيناريو والحوار قد انتقل من مرحلة إلى مرحلة واختلفت طريقة عرض وضبط الأحداث وكأن قلماً جديداً قد استلم النص، ليست تلك المشكلة بل المشكلة الأكبر كون هذا القلم الجديد الذي إن كان موجوداً فعلاً فإنه لا يعرف ماذا جرى في المشاهد السابقة حق المعرفة ليقع في أخطاء تم ترقيعها في مشاهد الحلقات التالية، وهنا تستوقفنا أسئلة مختلفة:
أفي حال كان المؤلف ساهياً أو أن من شاركه الكتابة قد اختلطت عليه الأمور ولم يَصُغِ الحبكة كما يجب، فأين يكمن إذن دور المخرج؟ ألم ينتبه على تلك الأغلاط حتى وإن كانت بسيطة؟ وإن عَذَرنا المخرج فأين مراقبة أبطال العمل للنص والذين يجب أن يكونوا عارفين بحكاية العمل كاملةً؟ ألم يلفت انتباههم خللاً ما في الحوار؟
للأسف نجوم المسلسل الآن تكفيهم خيبتهم بقبول الشركة لعرض العمل وتداوله على أقراص DVD بسعر لا يتجاوز 1000 ليرة في الأسواق السورية.
عموماً ورغم هذه الأخطاء كان العمل مُتابعاً وجيداً وأداء النجوم فيه كان قوياً وملفتاً، فلا يمكن أن نتخطى عظَمة دور المبدع سلوم حداد والذي كان صعباً جداً إلا أنه أدّاه بكل إتقان، ولا نستطيع تجاوز شخصية شكران مرتجى التي استطاعت رسم القوة والجبروت والطيبة والحب والظلم في آن معاً، ولا بد أن تستوقفنا عينا سلافة معمار الجميلتان وتعابير وجهها الماكرة التي أخذتنا لعالم الدهاء والسيطرة، وكان دوراً مميزاً لسعد مينة الذي ساعدت ملامح وجهه القاسي على أداء دور الشخصية الشريرة.

في النهاية يمكننا القول إن #وردة_شامية عملٌ مُعَطّر بورود شامية جميلة جذابة لكن لطّختها بقع السهو والخطأ في بعض الأماكن كما تلطخت يدا بطلتيه بدماء ضحاياها.

#وردة_شامية
تأليف: #مروان_قاووق
إخراج: #تامر_إسحاق
إنتاج: #غولدن_لاين_للإنتاج_الفني
بطولة : سلوم حداد، شكران مرتجى، سلافة معمار، سعد مينة، معتصم النهار، نادين تحسين بيك، علي كريّم، ضحى الدبس، علي سكر، أيمن بهنسي، جيانا عنيد، أنطوانيت نجيب.
بالإضافة لنجوم لبنانيين منهم :
يوسف حداد، مجدي مشموشي، سميرة البارودي.