رقم 13 ينْحَس بقعة ضوء

 

متابعة جوان الملا

لم تعد السلسلة الشهيرة من مسلسل بقعة ضوء التي بدأت منذ مطلع القرن الحادي و العشرين وإلى الآن مواكبةً بذلك تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية مهمة طرأت على الوطن العربي والعالم عامةً و السوريين خاصةً سلسلةً تُنتظَر بلهفة كما كان الجمهور يفعل من ذي قبل، فمنذ زمن ليس بالقصير وحتى الآن لم نشهد جزءاً قوياً لهذا العمل الكوميدي الذي دخل كل بيت وتوازعته القنوات العربية بِنَهَم.
تواتَرَ على المسلسل عشرات الكُتّاب وبضعة مخرجين من مؤسسي الدراما السورية أهمهم الليث حجو، وهذا العام كان العمل في جزئه الثالث عشر من نصيب المخرج فادي سليم ورغم محاولة سلم الحثيثة لإثبات قوته وراء الكاميرا من خلال لقطات جديدة وتوزيع أدوار مختلفة وجديدة على الفنانين في لوحات المسلسل، إلا أن النصوص لم تكن موفقة في غالبيتها وقدّمت أفكاراً مستهلكة كان العمل ذاته قد تكلم عنها في أجزاء سابقة، فضلاً عن الاقتباس من مرايا ياسر العظمة أو من قصص ونكات تتداولها صفحات الفيسبوك. ما جعل العمل وكأنه منقول من كتاب ما دون وجود روح التجديد و الإبداع و الابتكار، بل فقط الاكتفاء بصياغة الماضي على ورق جديد أو النقل الحرفي لقصص فيسبوكية.
فلم تفلح محاولات المخرج في إظهار البهجة على المسلسل الذي بدأ يهترأ منذ جزئه السابع ليفقد خاصيته تماماً في هذا الجزء، خاصةً بعد غياب مؤسسيه كلهم معاً مثل “باسم ياخور” و “أمل عرفة” و “شكران مرتجى” و”قصي خولي” ليظل أيمن رضا في هذا الجزء يعمل وحده كمؤلف و ممثل في ساحة خاسرة.
فهل ستفلح الشركة المنتجة للسلسلة منذ انطلاقتها 
بإعادة الضوء لبقعتها التي كانت دائماً رابحة بالنسبة لها؟ وهل ستمنح الفرصة لكتّاب جدد يتمتعون حقاً بحس الكتابة و الفكاهة و الابتكار؟ أم ربما تسعى لاسترجاع أقلام “مازن طه” و “موفق مسعود ” و “ممدوح حمادة” -الذين بدورهم قد لا يغريهم بعد الآن تأليف اللوحات لتلك السلسلة التي بَنَوها بقوة- كي يضيئوا العمل من جديد في جزئه الرابع عشر الذي يتم تحضيره للموسم القادم بعد أن تبين لنا أن الرقم 13 كان له دوراً فعالاً في نَحس بقعة الضوء هذا الموسم لتبدو باهتةً ومُطفَأة تزامناً مع قطع الكهرباء!!