عذراً لستُ جارية !!

متابعة من دمشق – جوان الملا

 

“لستُ جارية” هذا هو عنوان العمل الذي كتبه د. فتح الله عمر وأخرجه ناجي طعمي شدّ أسماع الناس عبر عنوانه فكيف لامرأة متزوجة أن تتحول لمجرد جارية عند زوجها؟
بدايات الحلقات كانت تنحو نحو معرفة كيف ستصل الأمور إلى حد إخضاع الزوج زوجته كجارية. وكان يتوقع أن تكون الزوجة التي تقوم بأداء دورها الفنانة كندة حنا امرأة ليست عذراء وبالفعل كان هذا هو السبب. إنما عن دون قصد منها و نتيجة تحرش جنسي في الصغر !!
السبب في حد ذاته لا يدعو للدهشة، ولا يجعل من الزوج و هو النجم عبد المنعم عمايري أن يصاب بهذه الهيستيريا المبالغ بها.
فالحالة النفسية التي يصاب بها بطل العمل “غالب” كانت مزعجة جداً لشخصٍ كان يبدو عليه الهدوء والاتزان والحب في البداية، حتى الأسئلة الجنسية العميقة التي كان يطرحها على زوجته ورغبته في أن يقيم علاقات عاطفية مع أصدقائها حصراً هو فعل غير منطقي أو واضح وليس مبرراً .
أما عن أداء الفنانة كندة حنا، فلم يأتِ حقيقياً ومقنعاً بما فيه الكفاية مقارنةً بدورها أمام كاميرا تامر إسحاق في “خاتون”، إذ أنه من الواضح أن كاميرا زوجها ناجي طعمي مريحة أكثر في التعامل معها وربما في التراخي بإبراز صورتها كما يجب تماماً لشخصية خاضعة لضغوط نفسية كبيرة مشتتةً بين البقاء على حبها لزوجها وحياتها معه أو العودة بالفضيحة لنيران أهلها وتحديداً أبيها الهمجي المتخلف.
العمل يحاول إيصال فكرة معينة وهي ألا تخاف المرأة وألا تخنع للتحرش الجنسي والسلطة الذكورية، بل عليها أن تتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي ولا تسكت عن حقها. إلا أن الطريقة في توصيل فكرة المسلسل كان مبالغاً فيها، فإذا افترضنا وجود هكذا حالة فعلياً في الأمر الواقع فلن يقبل الطرفان أو أحد الأطراف في هذه العلاقة الزوجية بهذه الحياة الغريبة مهما كانت الأسباب!!
دخول عدة خطوط درامية لقصص متشعبة في العمل لم تقدم فكرة جديدة كلياً لبنية المسلسل، إنما أضافت عُقداً نفسية جديدة لشخصيات العمل الأساسية لنجدَ شخصيات كالمبتَزّ والوضيع والعاشق والمنتقمة والحاقدة على الرجال، فكانت كمية الانغعالات النفسية المعقدة مسيطرة على العمل ككل، ودخلنا مع الشخوص بجوٍّ قاتم ساعَدَ المخرجُ في قتامته أكثر نتيجة الإضاءة الخافتة واللوكيشنات المحدودة .
كاتب الأعمال الجميلة “الواهمون” و “وصمة عار” و “ما وراء الوجوه” د.فتح الله عمر لم يكن موفقاً تماماً في هذا النص الذي أُشْبِعَ بحالات غريبة نسبياً عن مجتمعنا. حيث جاء التكرار والدوران في حلقة مفرغة سيد العمل وحتى التركيز على فكرة الجارية كان مهمّشاً، علماً أن العمل تم تأجيل عرضه سنة كاملة بغيةَ تسويقه بشكل أفضل، وكان من الأفضل لنا وللشركة لو ظهر بصورة مميزة أكثر.
عذراً “لستُ جارية” لسنا ساذجين لنصدق العمل ملياً ونتفاعل معه بقوة هكذا